ما علاقة الدولار بركود سوق السيارات في السودان؟




قبل عقد من الزمان أو أكثر كان بمقدور الكثيرين امتلاك سيارة لتنقلاتهم الخاصة، ولكن يبدو أنها أصبحت رفاهية أكثر من كونها ضرورة من ضروريات الحياة، فالذين كان بمقدورهم شراء سيارة بالأمس، أصبحوا غير قادرين على ذلك، وخاصة بعد قراري حظر استيراد السيارات المستعملة ووقف تمويل السيارات من البنوك اللذان جاءا كنتيجة مباشرة لانخفاض العملة السودانية مقابل العملات العالمية، ما أدى إلى الركود الذي نشهده في سوق السيارات الآن.

ولكي نعرف أكثر عن تأثير عدم استقرار العملة في ركود سوق السيارات؛ التقينا باثنين من تجار السيارات، خالد الشيخ، ومحمد صالح، وسألناهم بعض الأسئلة.

منذ سبتمبر 2010 حظر مجلس الوزراء استيراد السيارات المستعملة، ما عدا بعض الاستثناءات لفئات معينة، ما تأثير ذلك على السوق من وجهة نظركم خلال السبع سنوات الماضية؟

أجاب خالد الشيخ بالقول "أثر تأثيراً شديداً، والسوق وقف، لأن السيارات القديمة مرغوبة لمتانتها وسعرها المقدور عليه لمتوسطي الدخل والموظفين." أما محمد صالح فقال بأن هذا القرار صعّب من إمكانية امتلاك السيارات لتسببه في رفع الأسعار بعيداً عن متناول الكثيرين.



وعن تأثير ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني في السنوات الأخيرة على سوق السيارات، أجاب خالد الشيخ بأن ذلك تسبب في ارتفاع أسعار السيارات بصورة عامة، ووافقه كذلك محمد صالح الذي أضاف بأن هذا الارتفاع قلل من أرباح التجار، وزاد من التكاليف على الزبائن.

إذاً هل هناك أمل بانتعاش سوق السيارات الجديدة والمستعملة خلال الأعوام القادمة؟ "من المحتمل ذلك؛ إذا فُتح الاستيراد واستقر الأمن" هذا كان رأي خالد الشيخ، أما محمد صالح فيرى بأن هناك أملاً إذا ما زادت نسبة استيراد السيارات الجديدة مقارنة بنسبة استيراد السيارات القديمة وبالطبع اسعار العملات في السودان اليوم وتاثيرها علي الاقتصاد واسعار السيارات.

قد يطول انتظارنا لانتعاش سوق السيارات، على الرغم من الخطوة الإيجابية التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية برفع العقوبات الاقتصادية و التجارية على السودان، و التي لم تؤتِ ثمارها بعد، حيث يحتاج السودان إلى رفع صادراته للمحافظة على استقرار سعر الصرف، الأمر الذي سيحدث حراكاً في سوق السيارات.

ما زال سوق السيارات بحاجة إلى تغييرات في المفاهيم، فحين تُعد السيارة استثماراً و ليس خصماً مُستَهلكاً متناقصَ القيمة بمرور الزمن، فلن تنخفض الأسعار بالتدرج الطبيعي، كما أن رغبات المستهلكين في بعض السيارات مثل تويوتا كورولا 2007 على سبيل المثال، رفعت من أسعارها بصورة غير منطقية مقارنة بمنافساتها من نفس سنة الصنع مثل ميتسوبيشي لانسر وهيونداي إلنترا وسكودا أوكتافيا،

 

وقد يساعد التمهل في قرار الشراء ودراسة التكلفة المتوقعة خلال فترة الامتلاك من تقليل التكاليف أمام المستهلكين، فما زالت بعض السيارات تقدم قيمة جيدة مقابل السعر مثل هيونداي جيتز التي يقل سعرها بعشرات الآلاف عن نسختها طبق الأصل هيونداي كليك. كما أن تنويع الخيارات يقلل من الطلب على بعض السيارات المرغوبة بشدة في السوق، وبالتالي إيجاد توزيع عادل لأسعار السيارات عموماً.

نتمنى أن تكون السيارات مكملة لاحتياجات جميع فئات المجتمع، وليست رفاهية تستمع بها فئة قليلة.

وللتعرف على أسعار السيارات في موقع السوق، يمكنكم الضغط هنا

التعليقات