كيف نستقبل رمضان؟
كيف نستقبل رمضان؟
السودان بلد متنوع الثقافات بأغلبية مسلمة، الامر الذي اثر على قوانين وعادات وتقاليد البلد الاجتماعية.
من أجمل المواسم التي تمر بالسودان هو موسم رمضان حيث يبدي السودانيين اهتماما بالغا بالموسم حتى الأقليات غير المسلمة الأمر الذي يعكس تمازج المجتمع وترابطه في بلادنا الحبيبة.
شهر رمضان
شهر رمضان الشهر التاسع في التقويم الهجري يعتبر من أعظم شهور السنة لدى المسلمين وأكثرها قداسة لعدة أسباب دينية وروحانية:
نزول القران في شهر رمضان.
أبواب الجنة مفتحة وأبواب النار مغلقة خلال الشهر العظيم.
ليلة القدر، وهي ليلة خلال الشهر يكون فيها الدعاء مستجاب.
تضاعف الحسنات في الشهر الكريم.
فريضة الصيام، وهي امتناع المسلم عن الأكل والشرب وجميع المفطرات من الفجر حتى غروب الشمس وهو أحد اركان الإسلام الخمسة.
تاريخياً شهد الشهر الكريم انتصارات كبيرة للأمة الإسلامية.
زيادة مظاهر التكافل الاجتماعي وأعمال الخير والصدقات في البلاد المسلمة.
يعتبره المسلمون فرصة لاكتساب عادات إيجابية والابتعاد عن الممارسات السيئة.
يعزز المحبة والتلاحم بين الناس وتزيد به صلة الرحم.
كيف يتم الاستعداد لشهر رمضان؟
رمضان في السودان به طابع مميز جدا يجمع بين الروحانية الإسلامية والتقاليد الاجتماعية، الأمر الذي يجعل لرمضان طعم خاص يختلف عن أي مكان آخر خلال الشهر الفضيل.
يبدأ الاستعداد لرمضان مبكرا في السودان حيث يتم تنظيف المنازل والشوارع وصيانة المساجد وتجهيزها للمعتكفين في نهار رمضان، وفي الأسواق تنتعش حركة البيع خاصة في المواد الغذائية والأواني المنزلية ويستعد التجار بالبضائع المختلفة، وفي المنازل تقوم النساء بتجفيف اللحم (الشرموط) وهو لحم مجفف مملح يجهز بكميات كبيرة استعدادا للعزائم يطفي نكهة مميزة للطبخات السودانية المختلفة.
وكذلك يتم طحن التوابل المختلفة وتجهيز المشروبات التقليدية وأهمها مشروب الحلو مر(الآبري) الذي يستغرق إعداده شهرين على الأقل ويعتبر المشروب الأكثر شعبية في البلاد.
كما يتم تجهيز العصائر المختلفة عرديب، قنقليز، وغيرها والجدير بالذكر أن كل هذه الأشياء تقوم بها المرأة السودانية بمفردها وتتفاخر النساء بجودة صناعتهن المنزلية للشرموط والحلو مر خلال الشهر الكريم ويتفاخر الرجال بصناعة أهل منزلهم في موائد الإفطار الجماعي التقليدية في السودان تسمى (الضرى) وهو عبارة عن فسحة في الحي يتم فرشها بالبساط وجلوس جميع رجال الحي فيها ودعوة المارة واحيانا ارغامهم على تناول وجبة الإفطار و تأدية صلاة المغرب في جماعة في مشهد يعكس الكرم السوداني خاصة في الأماكن الريفية وطرق السفر، عندما تراهم يسدون الطريق على المارة قد تعتقد انهم قطاع طرق لكنهم قطاع طرق للخير يجبرون المسافرين على أن يمنحهم فضل ضيافتهم وأجر إفطار الصائم، يتم إدخال النساء للبيوت ويجلس الرجال الضيوف في الضراء.
يعمل جميع أفراد المجتمع بتناغم تام قبل وخلال الشهر الكريم، تقوم السيدات بإعداد الطعام ويذهب الرجال والشباب للأسواق لجلب المواد الغذائية، ويقومون كذلك بتجهيز مكان الضراء حتى الأطفال يساعدون في نقل الطعام والعصائر للصائمين. يمكنك بسهولة الاستعداد لرمضان وإيجاد جميع منتجات السوق السوداني في موقع وتطبيق سوق السودان.
كيف كان النبي يستعد لرمضان؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعد لشهر رمضان قبل وقت طويل ويستعجل قدومه بشوق وذلك في دعائه: (اللهم بلغنا رمضان) وهو من أكثر الادعية الرمضانية التي كان يدعو بها السلف الصالح اقتداءاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي ويذكر أصحابه بفضل الشهر الكريم بشكل مستمر، اليكم بعض الطرق التي كان يستعد بها شفيع الأمة لشهر رمضان المبارك:
كان صلى الله عليه وسلم يكثر الصيام في شعبان حيث يصوم أكثر أيام شعبان.
الإكثار في الاستغفار والتوبة، لتجهيز قلبه صلى الله عليه وسلم لإستقبال الشهر.
الإكثار من قراءة القرآن لتجهيز روحه ونفسه للطاعة.
توجيه الصحابة للفرصة الروحية الكبيرة لهم خلال شهر رمضان.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لاستقبال رمضان بقوله: ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان) رواه الطبراني والبيهقي بسند ضعيف، لكنه يؤخذ به من فضائل الأعمال.
ماذا كان يقول الرسول لإستقبال رمضان؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اقترب شهر رمضان بشر أصحابه به ودعاهم إلى اغتنامه ومن الأحاديث التى وردت عنه:
كان النبي ﷺ يبشّر أصحابه بقدوم رمضان ويحثهم على اغتنامه، ومن الأحاديث التي وردت عنه في ذلك:
في التبشير بقدوم الشهر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم) (رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني).
التذكير بفضائل شهر رمضان المبارك والدعوة الى الصيام والعبادات:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه) (متفق عليه).
في النهي عن المنكرات خلال شهر رمضان:
قال صلى الله عليه وسلم:
(الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وفي لفظ: ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم) (متفق عليه).
كل عام وانتم بخير بمناسبة رمضان نسأل الله أن يكون شهر خير وبركة ومحبة على بلادنا الحبيبة وأن يستجيب فيه الله لدعائنا بالأمن والاستقرار في جميع أنحاء السودان.
التعليقات
لأضافة تعليق من فضلك
التسجيل / الدخول