الحفاظ على النشاط خلال ساعات العمل في رمضان



فرض الله تعالى علينا الصيام وهو يعلم أننا نستطيع تحمله والتكيف معه ومزاولة أعمالنا خلال شهر رمضان المبارك، وعلمياً فإننا نوقن بأن الإمتناع عن تناول الطعام والشراب والمكيفات يؤثر بلا شك في آداء الوظائف العضوية بجسم الإنسان، وفيما يلي بعض النصائح التي تعين الموظفين والعمال على الإحتفاظ بنشاطهم أثناء ساعات العمل في شهر رمضان:

1/ شهر رمضان هو شهر عمل وعبادة معاً وهو فرصة لكل شخص حتى يغتنم أكبر قدر من الحسنات، وهذا خير دليل على أن العمل في شهر رمضان يجب أن يكون أكثر من بقية العام، والإخلاص فيه واجب فديننا الحنيف يعلمنا أن العمل عبادة، مثله مثل سائر العبادات.

2/ خص الله هذا الشهر العظيم بالقرآن فعلينا تلاوة القرآن بإستمرار في سائر أوقات اليوم، وأن نختم القرآن مرة واحدة على الأقل خلال الشهر، فإذا شعرت بالجوع أو العطش أثناء العمل خذ لنفسك دقائق مع القرآن وتدبر آياته فستجد نفسك قد سموت عن التفكير بالجوع والعطش لأنك إنشغلت بما هو أهم منهما، وهذه طبيعة في الإنسان أشبهها لكم بمثال بسيط، إذا كان لديك أي مناسبة ومعك ضيوف في المنزل لتناول وليمة بإنك ستنشغل بإطعام الضيوف ولن تشعر بالجوع إلا بعد أن ينصرفوا هذا فيه سمو فإنك قد فضلت ضيوفك عن التفكير في نفسك دون أن تشعر بذلك.

3/ وجبة السحر وهي ما يعرف عندنا بالسحور، هذه الوجبة لها قدرة عجيبة على إعانة الجسم لتحمل مشقة الصيام والعمل، فهي من ناحية نفسية تطمئن الصائم، ومن ناحية بدنية يكون الجسم قد أخذ مخزون جيد من الطعام والشراب في اللحظات الأخيرة قبل الإمساك، ومن ناحية دينية فيه بركة، ويكفي قول رسولنا الكريم (تسحروا فإن في السحور بركة) وعلينا إتباع السنة بتأخيره ما أمكن ذلك.

4/ راحة القيلولة، وهي أيضاً من السنة النبوية، وتكون بعد وقت الضحى وقبل صلاة الظهر، وفترتها بين 10 إلى 20 دقيقة، يمكن أخذها في المكتب أو في المسجد أو في العربة، ولا يشترط فيها النوم فإذا إسترخى الجسم مع إغماض العينين والتوقف عن التفكير في أي شواغل للمدة المذكورة فإنها تعيد للجسم النشاط والحيوية، والعكس إذا زادت عن ثلث الساعة ودخلت في النوم العميق فإنه يؤدي إلى فتور الجسم والشعور بالكسل.

5/ كسر روتين العمل من وقت لآخر للتخلص من النعاس الذي يصاحب الصيام نتيجة لتقليل ساعات النوم بتأخير العشاء والإستيقاظ للسحور، يمكن كسر الروتين بالتحرك من مكان العمل أو المكتب والسير على الأقدام في المنطقة المحيطة لمدة ثلاثة إلى خمسة دقائق أو بتصفح الإنترنت والدخول على موقع السوق مثلاً لمعرفة آخر العروض والإطلاع على آخر المقالات.


6/ صلاة التراويح، قد يرى البعض أنه ليس لها علاقة بالأمر ولكن بالعكس، فإننا نحتاج لتعويض ما يفقده الجسم بالنهار خلال ساعات الليل، وصلاة التراويح فيها حركة ونشاط ومجهود يزيل آثار الإجهاد والتعب والكسل التي يتعرض لها الصائم بعض الإفطار، كما تساعد أيضاً على هضم وجبة الإفطار وبالتالي الإستفادة من المستخلصات الغذائية الموجودة فيه وبالتالي إستعداد الجسم لتناول المزيد من الطعام.

7/ من العادات الغذائية الحسنة عدم الإفراط في الإفطار ويفضل تناوله على دفعات، فالإفطار على البلح عادة صحية جيدة وقد علمنا لها نبينا صلى الله عليه وسلم، ويمكن بعده شرب مشروب دافئ مثل الشوربة أو النشاء، وتأخير الأطباق الأساسية إلى ما بعد صلاة المغرب.

وهنا دعوة لكل العاملين في إدارات الموارد البشرية بأن لهم دور كبير بتوعية العاملين بالشركة بفوائد الصيام والممارسات الصحية والصحيحة أثناء الصيام وكذلك بالممارسات الخاطئة ويمكنهم بقليل من الجهد إضفاء جو رمضاني جميل على المؤسسة بنشر بعض الفتاوى عن الصيام وكل ذلك يمن أن يكون من خلال البريد الإلكتروني أو رسائل نصية عبر الموبايل أو في لوحة إعلانات الشركة.

أحب أن أشارككم معلومة قيمة يغفل عنها كثير من الناس وهي الفرق بين الصيام والصوم، فنحن نستخدمهم بنفس المعنى والصحيح أن الصيام هو ما نعرفه بالإمتناع عن الطعام والشراب والمكيفات والشهوات من طلوع الفجر إلى مغيب الشمس وواجب في شهر رمضان، أما الصوم فهو صون اللسان عن الكذب والكلام الفاحش ويكون طوال العام، والدليل في القرآن الكريم (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا * فكلي وأشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ) فكلمة صوماً إرتبطت بلن أكلم اليوم إنسياً أي صون اللسان عن الكلام ولو كان المقصود هو الصيام فكيف للسيدة مريم أن تأكل رطبا جنيا وهي صائمة؟!!

متعكم الله بالصحة والعافية ورزقكم القبول في الصيام والقيام وسائر الأعمال.


هشام يحي ،كاتب في مجال الموارد البشرية وصاحب مشاركات في عدة  لجان توظيف

التعليقات