الإمتيازات الوظيفية أم الإمتيازات المالية



تؤمن شركة قوقل لموظفيها الطعام الفاخر مجاناً، كما توفر خدمة تنظيف الثياب مجاناً، والأغرب من ذلك أنها توفر خدمة حلاقة الشعر، بالرغم من ذلك وجدت تسرب في كادرها البشري من العنصر النسائي بسبب العناية بأطفالهم حديثي الولادة، فقامت بزيادة إجازات الأبوة لتحافظ عليهم.

المزايا المالية يقصد بها المزايا النقدية مثل المرتب والبدلات والمنح النقدية الأخرى، أما المزايا الوظيفية فيقصد بها المزايا الغير نقدية مثل التأمين الطبي والدورات التدريبية والرحلات الترفيهية وما إلى ذلك.

عادة ما تعتمد الشركات على ترجيح كفة واحدة من المزايا إما المالية أو الوظيفية للإبقاء على موظفيها، ولكن الأفضل إعتمادهما معاً لضمان نتائج أفضل.

 فمثال شركة قوقل يؤكد أن بعض الموظفات كانوا يتركون العمل من أجل أطفالهن إلى أن تمت زيادة إجازة الأبوة، وشركة قوقل قادرة على منح موظفيها رواتب عالية، ولكنها لم تكفي للحفاظ على إستقرار العاملين، لذلك فإن المزايا المالية وحدها ليست كافية.

يوجد هرم معروف بإسم هرم ماسلو يوضح تدرج إحتياجات الإنسان، ويبدأ من قاع الهرم حيث الإحتياجات الأساسية مثل الطعام والشراب والهواء ثم المرحلة الأعلى وهي المأوى والأمان ثم يتدرج حتى المستوى الخامس والأخير حيث تحقيق الذات، فإذا قامت الشركات بترجيح كفة المزايا الوظيفية وأهملت جانب الراتب والمزايا المالية، فكيف للموظف أن سيتمتع بالجيم والحلاقة وهو غير قادر على توفير طعام ومنزل مناسب له ولعائلته؟؟!!



إذن يصعب الحكم بأيهما أفضل لذلك لا بد من إعتمادهما معاً (المزايا المالية والمزايا الوظيفية) ولكن قد تختلف نسب الإعتمادية من مؤسسة إلى أخرى حسب توزيعات العاملين بها (الفئة العمرية والجنس وإختلاف الجنسيات في حالة الشركات العالمية) فالشركة التي يكون غالبية موظفيها من فئة الشباب عليها أن تختار مزايا وظيفية ملائمة للشباب مثل الجيم والرحلات الترفيهية وأن تركز عليها أكثر من الراتب، أما الشركات التي يكون موظفيها كبار في السن فعليها أن تركز على المزايا المالية أكثر فتركيز هذه الفئة من العمر يكون على توفير تعليم جيد لأبنائهم ووسيلة دخل لما بعد المعاش وكلاهما يحتاج إلى المال، وأن تكون المزايا الوظيفية من شاكلة التأمين الطبي وورش تدريبية تدعم روح ريادة الأعمال.


من المفرح جداً أنه في بلادنا الحبيبة السودان، توجد شركات كثيرة إعتمدت أنظمة ومزايا وظيفية جاذبة نافست الشركات الكبيرة على مستوى الوطن العربي والشرق الأوسط، خصوصاً الشركات العاملة في مجالي الإتصالات والبترول.

التعليقات