إرتفاع أم إنخفاض في سوق السيارات



عندما تكون هناك تغيرات كبيرة محتملة في المستقبل القريب في الأسواق يحجم التجار عن البيع ويحجم الزبائن عن الشراء، فهي فترة ركود وتوجس وترقب، والعجلة فيها قد تترتب عليها عواقب وخيمة، وهذا يحدث بغض النظر عن المنتج، وفي السودان يحدث بكثرة بالنسبة للدولار والذهب والسيارات والسكر والحديد والأسمنت.

الكل يتوقع قرارات مرتقبة قريباً من الحكومة بخصوص الوقود والتي يتوقع أن يكون تأثيرها على البنزين أكثر من الجاز (الديزل)، تتلخص هذه القرارات في زيادة الأسعار وهو ما يعرف برفع الدعم، أو في تحديد حصة لكل مركبة، يمكن أن تطبق أحدى هذه القرارات أو كلاهما للخروج من هذه الضائقة الواضحة الجلية المتمثلة في صفوف العربات أمام محطات الوقود.

بات من المؤكد أن هذه الخطوة ستكون قريبة وقد لمح السيد/ وزير الطاقة بذلك، وأي واحدة من هذه القرارات أو الإجراءات الإصلاحية سوف تؤثر بلا شك في أسعار العربات، والوضع الطبيعي أن يكون التأثير بنزول الأسعار، ويعتمد هذا النزول على حسب شكل القرار، أي على حسب سعر اللتر الجديد إذا كان القرار زيادة الأسعار، وعلى حسب الحصة المقررة إذا كان القرار بخصوص حصة العربات، مع الوضع في الإعتبار أن الإقتصاد السوداني لا يخضع لنظريات الإقتصاد العالمية حسب التجربة كما ذكرنا في مقالات سابقة، لذلك لا يمكن التنبؤ بصورة كاملة بما سيحدث في أسعار السيارات من إرتفاع أو إنخفاض وإنما هي مجرد قراءات نستنتج منها مخرجات أقرب للصواب.

المعطيات المتوفرة حالياً والمتعلقة بإرتفاع أسعار السيارات في السوق أو إنخفاضها كثيرة ومختلفة ونادرة، منها أن سعر الدولار إرتفع إلى المائة جنيه بعد أن كان سعره مستقراً في مدى ثمانون جنيه لفترة طويلة، وإستمرار أزمة الجاز لفترة طويلة مع أزمات من حين لآخر في البنزين كان له تأثير على أسعار العربات التي تعمل بمحركات الديزل، والقرارات المتوقعة مستقبلاً بخصوص الوقود والتي أشرنا لها في أعلى هذا المقال ذات علاقة وتأثير مباشر في أسعار السيارات في السودان، كما أن إزدهار عمليات تأجير السيارات في الخرطوم وإنتشار هذه الثقافة ذو تأثير على خفض أسعار الشراء ويقابله زيادة أسعار الإيجار السيارات، أما المعطيات التي تصنف كنادرة هي ظهور مرض كورونا في الصين، وقد يظن البعض أنه لا يؤثر في سعر السيارات في السودان، وهذا خطأ فإن إستمر سيكون له أثر غالباً في رفع سعر السيارات، فمنذ ظهوره هبط إقتصاد الصين بشكل كبير، وأحجم التجار عن السفر للصين وبالتالي ستقل الواردات من السيارات الصينية التي لجأ إليها الزبائن السودانيين ودخلت الأسواق لغلاء أسعار العربات اليابانية والسيارات الكورية، وكان لمنافستها دور لا أقول في خفض أسعار عربات هاتين الدولتين ولكنها قللت معدل زيادة أسعارهما، فإذا قلت كميات إستيراد العربات الصينية زاد سعرها وبالتالي سمحت للمنافسين بزيادة أسعارهم، وكذلك قلة إستيراد الإسبيرات للعربات الصينية سيؤدي إلى فقدها لزبائنها الذين سيتوجهون للعربات الأخرى ذات السعر المشابه في سوق السيارات السوداني وهي العربات الألمانية وزيادة الطلب معروف أنه يؤدي إلى زيادة الأسعار حسب نظرية العرض والطلب المعروفة في مجال التسويق.

حتى الآن أثرت زيادة الدولار في إرتفاع أسعار العربات الجديدة من الوكالات وأسعار السيارات الأورنيك (الغير مرخصة) أما السيارات المستعملة فهي تشهد إستقرار في السعر لعدة أشهر سابقة بعد التضخم الكبير والغير مسبوق الذي حدث خلال العام 2018م في سوق وأسعار سيارات السودان.

أكثر العربات التي تحافظ على مكانتها دون غيرها في أسواق السيارات بالسودان هي العربات اليابانية وبالأخذ كمثال أسعار سيارات تويوتا في السودان وحسب موقع السوق دوت كوم نجد آخر العروض لتويوتا هي برادو بيضاء موديل 2015 جاز V8 ودفع رباعي أوتوماتيك بمبلغ 4,000,000 جنيه وعرض آخر لكامري بيضاء موديل 2014 بنزين أوتوماتيك بمبلغ 1,550,000 جنيه.



تأتي العربات الكورية في المرتبة الثانية بعد العربات اليابانية متمثلة في الشركة المعروفة هيونداي، وبأخذها أسعار سيارات هيونداي كمثال نجد آخر العروض لها على الموقع الإلكتروني الشهير السوق دوت كوم هي عربة i30 عنابية موديل 2019 بنزين دفع رباعي أوتوماتيك بسعر 1,150,000 جنيه وعرض آخر لعربة أكسنت مضلع بيضاء موديل 2017 بنزين أوتوماتيك بسعر 1,050,000 جنيه.

من الواضح أن أسعار العربات اليابانية أعلى من أسعار العربات الكورية في سوق سيارات السودان، ومن القراءة للاسعار الحالية والمعطيات أعلاه التي تختلف ما بين معطيات تؤدي إلى زيادة الأسعار وأخرى تؤدي إلى إنخفاض الأسعار، إلا أن المعطيات التي تؤدي إلى زيادة الأسعار أقوى في رأيي، وبالتالي يمكن توقع إرتفاع خفيف في أسعار العربات ونسبة للظروف الإقتصادية العامة فإن نسبة الزيادة لن تكون كبيرة، ربما تراوحت ما بين 5% إلى 10 % في مقبل الأيام، وكلما زاد سعر العربة الحالي قلت الزيادة المتوقعة، فالعربة التي يكون سعرها الحالي 4,000,000 جنيه قد تزيد بنسبة 5% أما التي سعرها 1,000,000 جنيه قد تزيد بنسبة 10%، وتعتبر اسعار العربات الحالية مرتفعة بالنسبة لمواطن يعمل كموظف عادي ويرغب في إمتلاك سيارة، ونأمل في أن تقوم الحكومة الحالية بمراعاة حالة المواطنين على الأقل بتوفير طرق ممهدة ومواصلات سهلة تعين هذا الشعب الطيب في ترحاله.

يمكنك ان تعرف اكثر عن اسعار السيارات من خلال السيارات المعروضة للبيع في السودان من خلال الضغط علي الرابط التالي: 

https://www.alsoug.com/adverts/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA


التعليقات