إجعل سيرتك الذاتية مميزة

حسن صياغة السيرة الذاتية أمر جميل ومطلوب، لكن الأهم منه هو محتواها، مثلهما كمثل المظهر والجوهر، وما أجمل أن يكون المظهر والجوهر جميلين في طالب العمل، وأفضل شرح لذلك حديث النبي صلى الله علي وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ).

ذكرت في المقال السابق بعض المطلوبات التي أصبحت حتمية بطبيعة الحال والتطور في الحياة العملية وذلك ليتمكن طالب الوظيفة من المنافسة، كما توجد مقالات سابقة تتحدث عن طريقة إعداد وكتابة السيرة الذاتية، أما اليوم فسنتحدث عن التميز والتفرد وكيف تجعل سيرتك الذاتية مختلفة عن منافسيك وأقرانك بمضمونها.

العمل الطوعي بشكل عام وبكل صوره أصبح يشغل حيز كبير في الحياة الإجتماعية والتي تؤثر بلا شك في الحياة المهنية فالموظفين والطالبي الوظائف وأرباب الأعمال جميعهم في الآخر يأتون من مجتمعات، والتالي إدراج أي أعمال طوعية في السيرة الذاتية يجعل صاحب العمل يميل إلى تفضيلك عن بقية المتقدمين لإسهاماتك في خدمة مجتمعك. 

المشاركات الثقافية والعلمية يمكن أن تعكس صورة عن نفسك عند إدراجها في السيرة الذاتية أبلغ بألف مرة مما يمكنك أن تتحدث به عن نفسك خلال مقابلة العمل، مثل إشتراكاتك في النوادي الثقافية تدل على إختلاطك بالناس ودرجة إجتماعيتك وإحتكاكك بعدد كبير من فئات مختلفة من البشر مما يدل على قدرة كبيرة لتحملك لزملائك وتواصلك بصورة جيدة مع مدرائك، وتشمل المشاركات أيضاً الأسابيع العلمية في الجامعات كأسبوع المهندس، المشاركة في تنظيم كرنفالات التخريج، عضوية الجمعيات المختلفة خلال الدراسة الجامعية، المشاركة في الملتقيات المختلفة مثل الملتقى العلمي لطلاب الهندسة الحاسوب والذي ينظم سنوية بواسطة هيئة رعاية الإبداع العلمي، المشاركة في أيٍ من المعارض كفرد ضمن فريق العرض لجهة أو مؤسسة أو جمعية.

الظهور كمستضاف في برنامج تلفزيوني أو إذاعي أو صحيفة أو مجلة، ولا تنسى تدوين إسم البرنامج وعنوان الحلقة وتاريخها في السيرة الذاتية وكن واثقاً بأن هذا سيلفت إنتباه أعضاء لجنة المقابلة أكثر من بقية المحتويات، خصوصاً إذا كان أحد الأعضاء قد شاهد الرنامج أو متابع لحلقاته.

شهادات التميز مثل الموظف المثالي أو شهادات التكريم من زملاء الدراسة أو العمل لأي مجهود قمت به، وكذلك شهادات المشاركة في لجان أو فرق عمل لآداء مهمة معينة.

أوراق العمل التي قدمتها خلال مسيرتك العلمية والعملية ويفضل ذكر مختصر عنها إذا كانت المساحة تكفي أو يمكن إرفاق نموذج منها مع السيرة الذاتية بحيث تكون هناك فرصة ليطلع عليها أعضاء لجنة الفرز والمقابلة، وهذه تكون أهميتها أكبر كل ما كانت الوظيفة أكبر.

كذلك يفضل ذكر مختصر عن مشروع التخرج أو بحث التخرج لذا إحرص عزيزي الطالب على أن يكون بحثك متميز حتى تلقى إهتمام أكبر عند من يقوم بقراءة سيرتك الذاتية.

أي تدريب خضته كمدرب لا بد من ذكره، خصوصاً إذا كان في وظيفة سابقة كأن يتم إختيارك لتدريبك على نظام جديد طبقته الشركة وأن تقوم أنت بتدريب بقية زملائك في الإدارة أو القسم، فهذا يعني الكثير لدى أصحاب العمل وسيدركون أن مدرائك السابقين لم يختاروك عشوائياً لهذه الوظيفة وأن لديك قدرة كبيرة على سرعة التعلم ومهارات عالية في العرض والتقديم وهذه أصبحت مطلوبة بشدة في الكثير من الوظائف وعلى رأسها وظائف البيع والتسويق.

كتابة المقالات العلمية أيضاً لها وقع خاص في السيرة الذاتية فيمكنك ذكر المواقع والمواضيع التي تم نشر مقالات أو كتابات لك فيها، كما يمكن أن تكون في صحف أو مجلات أو مدونات أو مواقع إلكترونية، وخير مثال لذلك مدونة السوق دوت كوم.

الهوايات أيضاً تضفي لمسة رائعة عنك في سيرتك الذاتية فلا تنسى ذكر الهوايات التي تشعر أنها ستفيدك في مسيرتك المهنية، مثل كتابة القصة القصيرة التي تدل على وجود الإبداع عندك، تربية الحيوانات الأليفة التي تدل على روح المسامحة وفهم الآخرين، تسلق الجبال الذي يدل على الصبر والقوة، والباب مفتوح هنا لذكر الهوايات التي تحبها بشرط أن تكون فعلاً موجودة عندك وتمارسها.

الإدارة أصبحت على علم بأن ما يحدث التغيير للأفضل في المؤسسات هو الكادر البشري، لذا أصبحت إدارات الموارد البشرية تقرأ ما بين السطور في السيرة الذاتية لكل المتقدمين وتحاول أن تتلمس ما إذا كان هذا الشخص  سيحدث تغيير ويضع بصمته في العمل أم هو مجرد فرد عادي، لذلك لا بد عليك أن تميز نفسك حتى تقنع الشركات بأنك قادر على أن تميزهم.