أهمية التأمين الإجتماعي للموظف




إن الأمان نعمة كبيرة من نعم الله عز وجل، ولا يستطيع الإنسان آداء أي مهمة أو التركيز في أي عمل وهو غير آمن، والأمان يكون في النفس وفي الأهل والولد وفي المال والممتلكات وفي الوظيفة والمستقبل.

إهتم علم الموارد البشرية بأمان العاملين لأنه ذو تأثير مباشر في آدائهم وبالتالي في تحقيق المنظمة لأهدافها، وقد ساندتهم في ذلك الدول والسلطات المختصة، فكان واحد من أدوات أمان العاملين هو التأمين الإجتماعي.

التأمين الإجتماعي هو نظام يهدف إلى الإحتياط والأمان من المخاطر الإجتماعية التي يتعرض لها العاملون والذين هم في الغالب لا يستطيعون مواجهة هذه المخاطر بمفردهم لضعف إمكانياتهم المادية، هذه المخاطر قد تكون إصابات عمل أو أمراض أو شيخوخة أو عجز أو النزول للمعاش.

تكمن أهمية التأمين الإجتماعي في أنه يؤمن مبلغ مالي للعامل بعد وصوله سن المعاش أو عند إصابته بعجز جزئي أو كلي حسب قانون التأمينات والذي يختلف من دولة إلى أخرى، كما يوفر أيضاً مبلغ مالي لمن يعولهم في حال وفاته أحياناً يكون مبلغ شهري ثابت وأحياناً يكون مبلغ كبير يمنح مرة واحدة حسب حالة الوفاة وحسب نوع التأمين.

مبلغ التأمين الشهري عن كل عامل يتم بالمشاركة فيتحمل العامل جزء منه وتتحمل الشركة الجزء الآخر، وفي السودان حسب قانون التأمينات الإجتماعية يتم إستقطاع 8% من الراتب الإجالي الشهري للعامل وتتحمل الشركة 17% من الراتب الإجمالي ليصبح المبلغ الكلي هو نسبة 25% من الراتب الشهري الإجمالي للعامل.

عندما يترك العامل وظيفته فإنه يقوم بصرف رصيده من التأمينات الإجتماعية، وهذه مفيدة جداً للمؤمن لهم فهي من ناحية تعتبر مثل الحصالة أو توفير المال لحين الحاجة، فبعض الناس قد يترك وظيفته لأي ظرف سواء مجبراً أو طواعية فتكون له عوناً لحين تدبر أمره، أو قد تكون بذرة لبداية مشروع ينتقل به العامل من الوظيفة إلى العمل الحر وريادة الأعمال.

يقبل نظام التأمينات الإنتقال من وظيفة إلى أخرى، فيمكنك الإستمرار بنفس رقمك التأميني والتنقل به من وظيفة إلى أخرى إلى حين بلوغ سن المعاش فتضمن بذلك معاشاً كبيراً يعينك وقت ضعفك.



بالرغم من أن فوائد التأمين للعامل أو الموظف كبيرة إلا أن هناك أيضاً فوائد للمنظمة تجنيها عبر تأمينها إجتماعياً على العاملين، فهي يمكن أن تعتبره بديلاً لفوائد ما بعد الخدمة وبالتالي إذا أضطرت في يوم من الأيام لإنهاء عدد كبير من العاملين فلن يرهق ذلك خزينتها المالية، كما أنها يمكن أن تدرجها ضمن مزاياها لخدمة العاملين.

هناك طرف ثالث يستفيد أيضاً من عملية التأمين الإجتماعي وهو الدولة، فهي تقوم بتشغيل عدد مقدر من العاملين في الهيئة أو المؤسسة المسئولة عن إدارة عملية التأمين الإجتماعي وبالتالي خلق فرص عمل وتقليل البطالة، كما تقوم الدول عادة بإستثمار نسبة من أموال التأمينات الإجتماعية في مشاريع أو عمران ينهض بالبلاد بصورة أو بأخرى.


التعليقات